أحداث غزة
[size=21]
ما حدث في غزة كان متوقعا منذ إنجاز اتفاق مكة للمصالحة ، ووقتها قلت أن البعض الذي شعر بتهميش دوره لن يمرر هذا الذي حدث على خير أبدا ، داخل الأراضي المحتلة وخارجها ، ومنذ ذلك التاريخ والتحرش قائم في غزة ، وعمليات اختطاف فجائية تتم وعمليات قنص وقتل كلما حدث تقارب بين المجاهدين لتوتير الأجواء ، وإشاعة حالة من الفوضى والخوف وشحن النفوس ، أيضا التحرش بحركة حماس وكتائبها وحكومتها كان صريحا وفجا من كل الأطراف ،
الصهاينة يعلنون بفجور دعمهم لمحمود عباس وقواته وتمرير شحنات كبيرة من السلاح من أجل مواجهة حماس وتدمير قدرات مجاهديها ، الولايات المتحدة تعلن بصراحة شديدة دعمها "لقوات" محمود عباس وتحول الأموال والسلاح بغزارة إليه في الوقت الذي تعزز فيه الحصار على الشعب الفلسطيني وفرض حالة الجوع والحرمان عليه ، قوات عباس يتم تدريبها على مستوى عالي في مصر وأحيانا يتم إعادتها على عجل عند أي مواجهات ، من أجل ماذا ؟ ، وهناك عربات مدرعة وأسلحة متطورة على جاهزة الآن بانتظار "إذن" الصهاينة بالدخول إلى قوات عباس ،
حيث يتخوف الصهاينة من تسرب هذه الأسلحة إلى المجاهدين أو استيلاء حماس عليها ، عمليات التحرش وصلت إلى إعلان بعض قادة عباس أنهم سوف يقتلون قادة حماس ويحرقون بيوتهم ، هكذا بعلانية مقيتة ، كما وصلت إلى حد ذبح وقتل علماء الدين الإسلامي لمجرد النكاية في حركة حماس ، ولدرجة أن رئيس رابطة علماء فلسطين يناشد العالم التدخل لوقف عمليات إعدام العلماء والتي وصلت إلى سبعة منهم حتى الآن ، الوفد الأمني المصري وضح أنه لا يحظى بمصداقية ذات بال لدى مختلف الأطراف ، وخاصة لدى حماس ، لأن الموقف العملي في مصر سياسيا وعسكريا لا يخفي دعمه المطلق والصريح لقوات عباس ، لدرجة أن القيادة المصرية ترفض بإصرار استقبال أي قيادة من حماس بما في ذلك رئيس الوزراء الفلسطيني نفسه ، في حين يستقبل الرئيس بعض المجرمين والقتلة أمثال محمد دحلان ،
كما أن مصر تقوم بتدريب وتطوير القدرات العسكرية لقوات عباس بطلب أمريكي ومباركة إسرائيلية ، وبالتالي لم يعد المجاهدون يعيرون كثير اهتمام للوساطة المصرية ، وربما اعتبرها بعضهم "تنويم" سياسي وأمني لحين استكمال حلقة الحصار ، كل هذا التآمر والتحرش والحصار ، كان من الطبيعي أن ينتهي إلى ما انتهى به الحال في غزة هذا الأسبوع ، وبعد أن وصل الإجرام إلى حد قصف بيت رئيس الوزراء وترويع أهله وقصف مقر مجلس الوزراء وفيه اجتماع هنية مع مجموعة من الوزراء ،
وضح أن الفئة المجرمة تريد جر الشارع الفلسطيني إلى الفوضى ، ولكن الذي حدث أن مجاهدي حماس ، بدعم سياسي ومعنوي من شرفاء فتح في الداخل والخارج ، اجتاحت "العصابات" المستأجرة من قبل محمد دحلان وسميح المدهون ، وسيطرت على مواقع قوات عباس في غزة خلال أيام قلائل ، فوقع الاضطراب الأمريكي الصهيوني ، وحذر رئيس وزراء العدو من أن انتصار حماس في غزة يهدد استقرار المنطقة كلها ، واجتماعات عاجلة بين القيادات السياسية في مصر والأردن ، تحرك حماس أعاد خلط الأوراق من جديد ، وأكد على أن القتلة واللصوص والمرتزقة لن يصلحوا أبدا كرهان لتعطيل جهاد الشعب الفلسطيني .
[/size]